«إنَّ اللهَ تعالى اصْطفَى كِنانةَ من ولَدِ إِسماعِيلَ، واصْطَفَى قُريْشًا من كِنانَةَ، واصْطفَى من قُريْشٍ بَنِي هاشِمٍ، واصْطفانِي من بَنِي هاشِمٍ»
يرجع نسب بني هاشم أو كما يعرفون باسم الهاشميين إلى قبيلة قريش العربية، ويعدُّ قريش سليل النبي إسماعيل ابن النبي إبراهيم - عليهم السلام -، وقد جاء إلى مدينة مكة المكرمة لأوّل مرةٍ خلال القرن الثاني الميلادي، وبعد ستة أجيالٍ من الحكم لمكة المكرمة، انتقل الحُكم إلى الجيل الأول من قريش عام 480م, حيث تولّى قصي بن كِلاب الجد الأكبر للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - قيادة مكة ذلك العام، أمّا اسم هاشم فقد جاء من حفيد قصي الذي سمّي بذلك الاسم، ويعدُّ الهاشميون أحفاد النبي مباشرةً من خلال ابنته فاطمة وزوجها علي بن أبي طالب.[١] تجدر الإشارة إلى أن علي بن أبي طالب هو خليفة المسلمين الرابع وابن عم النبي محمد عليه السلام، وله ولدان من السيدة فاطمة ابنة النبي وهما الحسن والحسين، وقد عُرِف أحفاد الحسن باسم الأًشراف، أمّا أحفاد الحسين فقد عُرِفوا باسم الأسياد، وتُنسب العائلة المالكة الأردنية إلى بني هاشم، من خلال فرع النسب الشريفي "الأًشراف" من سلالة الحسن بن علي.
احتفظ الهاشميون بريادة السلالة القرشية، وقد حظوا بتقدير واحترام زوار البيت الحرام في مكة والمدينة؛ فقد اُعتبروا صفوةً أخلاقيةً وفكرية وأهلاً للإدارة السياسية، وبقوا يمثِّلون طليعة المجتمع في مكة والمدينة، كما برزت مكانة الهاشميين ومنزلتهم التاريخية والدينية خلال رحلتي الشتاء والصيف فقد تركوا أطيب الأثر لدى الناس في الحجاز، ومصر، واليمن، والشام وغيرها، بالإضافة لذلك تمتّع الهاشميون بقيمٍ إنسانية رافقت مسيرتهم عبر التاريخ تمثّلت بإدراكهم العميق لقيمة المجتمع المستقل وسيادة الدولة، وأهمية قيمة الحرية المسؤولة، والتي تُعدُّ جميعها قيماً عالية الشأن يؤكدها الإسلام باستمرار.
بقيت إدارة الحجاز بيد الأَشراف بعد سيطرة الدولة العثمانية على مصر وبلاد الشام في الأعوام 1516-1517م، واستمروا بالإشراف على البيت الحرام، وتأمين الحج والحجاج، وكان ذلك طيلة فترة الحكم العثماني للبلاد العربية، واستمرَّ ذلك حتى العاشر من شهر حزيران عام 1916م وهو التاريخ الذي انطلقت فيه الثورة العربية الكبرى؛ كخطوةٍ أولى لتأسيس الدولة العربية على يد الهاشميين بعد زمنٍ من التغييب، وقاد الهاشميون حركة النهضة العربية الحديثة من أجل تحقيق الاستقلال والسيادة العربية من خلال إنشاء جمعيات استقلالية من الأحرار العرب، وتمّ اختيار الأمير فيصل ابن الشريف الحسين أمير مكة ليكون قائداً لحركة النهضة والثورة لمكانته الدينية، والشرعية، والتاريخية.
السادة الاشراف
احتفظ بنو هاشم بريادة السلالة القرشية، ومثّلوا طليعةَ المجتمع في الحجاز، بوصفهم صفوةً أخلاقية وأهلَ الإدارة السياسية والاقتصادية، ونالوا بتقدير زوّار البيت الحرام واحترامهم.